الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين الذي بختامه لهم كان هو سبب حمل أمته لواء الدعوة من بعده عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم نيابة عنه آمين.
والأمة أمة دعوة وبلاغ لا عبادة ورهبانية فقط فتأملوا.
قال الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
(108) سورة يوسف.
وقال جل ذكره:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
(71) سورة التوبة.
وقال سبحانه وتعالى:
(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ)
(33) سورة فصلت.
وفي الحديث الصحيح " بلغوا عني ولو آية".
الخ رواه الإمام البخاري.
وفي الحديث الحسن لغيره عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت : دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم ، فعرفت في وجهه أن قد حضره شيء ، فتوضأ ، وما كلم أحدا ، ثم خرج ، فلصقت بالحجرة أسمع ما يقول ، فقعد على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
"يا أيها الناس ، إن الله تبارك وتعالى يقول لكم : مروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، قبل أن تدعوني ، فلا أجيبكم ، وتسألوني فلا أعطيكم ، وتستنصروني فلا أنصركم" ، فما زاد عليهن حتى نزل.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة ومعلومة.
وجاء في حديث أبي وائل شقيق بن سلمة -رحمه الله- قال: كان ابن مسعود رضي الله عنه يذكِّرنا في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، فقال:
"أمَا إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أُمِلَّكم، وإني أتخولكم بالموعظة، كما كان رسول الله ﷺ يتخولنا بها مخافة السآمة علينا"[1]، متفق عليه.
وفق الله وحفظ الله الجميع أجمعين آمين الدعاء